الأحد، 7 يوليو 2013

قطعان البشر


يعرف علم النفس مصطلح عقلية القطيع بأنه: تصرف مجموعة من الناس بنفس الطريقة  بدافع الخوف من النبذ أو الرفض أو الطرد من المجموعة. 
وتضم عقلية القطيع تصرفات حياتية كثيرة من أبرزها تعلقنا بصيحات الموضة، وذوقنا الموسيقي والتلفزيوني والإيمان بالخرافات، بالإضافة إلى أمور أكثر جديّة مثل شراء وبيع الأسهم في البورصة أو الإقبال على الاستثمار في عقارات في مناطق بعينها و غيرها من التصرفات.
وقد أثبتت الدارسات العلمية بأنه يكفي أن يتصرف 5% فقط من أفراد مجموعة ما بشكل مغاير ليلحق بهم 95% الباقون.
ومع أن الأمر يبدو مثيرا للاستهجان، إلا أن العلم يظهر أننا نعطل عقلنا وذكائنا الفطري لصالح اتباع أقليّة قررت في لحظة ما ولغاية في نفس يعقوب، القيام بتصرف معين قد لا يكون بالضرورة هو الأنسب لنا كأفراد أو كمجموعة، بل على العكس، قد يتسبب لنا بمصيبة.
فبسهولة بالغة وبكبسة زر، نتحول إلى قطيع كأي قطيع آخر في مملكة الحيوان نتبع من نظن أنهم أصحاب قرار، ليس بالضرورة لذكائهم أو بصيرتهم أو حرصهم على مصلحتنا، فالقطيع لا يحكم على الأمور بمنطق العقلاني المتدبر.
على سبيل المثال، قد يقرر سرب من الطيور المهاجرة مغادرة مكان إلى غير رجعة لأن أجمل طيوره ريشا وأطولها منقارا لم يعد يستسيغ القمح هناك مع أنه وفير، أو ترى قطيعا من الخرفان يمشون وراء نعجة غبية تقودهم إلى منتصف أتوستراد قد يودي بحياتهم، لأن صوت ثغاءها أعجبهم!
لكن المحرك الرئيس لعقلية القطيع يبقى غريزة الخوف من الآخر من خارج المجموعة، ما ينتج عنه دائما مهاجمة كل من يختلف عنا ومعنا. والأمثلة هنا سأتركها لكم تستقونها من حياتكم في المرة المقبلة التي تحجبون فيها عقولكم عن تقبل شخص من خارج قطيعكم.

هناك تعليقان (2):