لطالما لومنا نحن نساء اليوم بأننا قضينا على ذلك "الزمن الجميل" زمن المرأة الأم والزوجة أولا وأخيرا حين كان البيت هو المكان الشرعي والوحيد لبنات جنسنا. حين كانت المرأة "مرأة" والرجل "رجل" فلا تقاطع للأدوار ولا تشارك في الإلتزامات ولا تشاور في أخذ القرارات ولا تعاون في تحمل الأعباء المادية أو الاجتماعية أو حتى التربوية.
فكم من منظر يتهم امرأة اليوم بالتقاعس والتقصير تجاه بيتها وزوجها وأبناءها لأنها "اختارت" أن تكون طرفا فاعلا في مجتمعها الأكبر وخرجت بإرادتها أحيانا ومضطرة أحيانا أكثر للعمل.
وما أكثر أصابع الاتهام التي توجه لمن تترك أبناءها كل صباح على كتف مربية أو بين ذراعي معلمة الحضانة لتلتحق بوظيفتها كأن عملها رفاهية تجلب المسرة وليس مشاركة إيجابية في تحمل المسؤولية.
وما يؤلم فعلا أن هذه النظرة الشوفانستية لعمل المرأة منتشرة بين أوساط مثقفة تنادي بالمساوة والعدل في التعامل بين الجنسين!
علينا أن ندرك أن امرأة اليوم لها خصوصية فرضتها عليها الحياة العصرية المثقلة بالمتطلبات والإلتزامات وأن تعدد الأدوار التي تضطر للعبها لا ينتقص بالضرورة من أدآئها كأم في المقام الأول.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق